lundi 20 août 2012

حوار مع بدر 1/2

السلام عليكم 

عيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بألف خير 

غبت عن الكتابة في هذه المدونة لأزيد من عام ، وها أنا أعود الآن وأقدم لكم حوارا أجريته مع صديقي 

العزيز بدر.

https://www.facebook.com/DaBreezeOFreedom


أتمنى لكم قراءة ممتعة . 
1- عرفنا بشخصيتك في سطور؟

 أصعب شيء بالنسبة لي هو أن أجيب عن مثل هذا السؤال، لكن الأمر للهD:
إسمي بدر، كان جدي قد سماني على اسم بدر ذو اليزن تلك الشخصية البطولية التي انبهر بها الناس سنوات المذياع، حينما كانت تذاع على شكل سلسلة كما يقع اليوم في شاشة التلفاز، ربما لم يكن اختياره اعتباطيا و لكن قد يكون لما كانت رمزية ذلك الإسم تمثل له بحكم أنه كان رجل مقاومة إبان الإستعمار الفرنسي للمغرب، فلعله أراد أن يوصل لي رسالة و هي أن الإنسان لا يحتاج للكثير من الوسائل و الإمكانيات حتى ينتصر و ينجح، و إنما يحتاج للإصرار و عدم الإستسلام و الرضوخ. 

أنتمي لعائلة عريقة هي العائلة الوزانية التي نشأت و ترعرعت فيها على مفهوم الدار الكبيرة كما يرد في أذهان كثير من المغاربة، أي تلك الدار التي لا تغلق في وجه أحد و لا ترد أحدا، و إنما أبوابها دوما مفتوحة بالخير و العطاء لكل من قصدها بحسن نية. شخصتي تتميز بالبساطة و المسامحة و الليونة، و كذلك الدعابة في كثير من الأحيان، لا أنزعج بسرعة و لا آخذ المشاكل بجدية، و لذلك يجدني من يعرفني حق المعرفة غير مبال بهول المشكلة إن كانت هناك من مشكلة، أي بتعبير آخر إنسان صاحب أعصاب في ثلاجة. 
 
أبرز السمات التي تتميز بها شخصيتي البسيطة و المتواضعة هي الإصرار، لا أستسلم أبدا مهما كانت الظروف و لا أؤمن أبدا بالمستحيل، و هذا ما جعلني أمر بتجارب قاسية في حياتي و استطعت أن أواجهها لوحدي في وقت وجدت كل شيء ضدي. بالنسبة للكتاب فهو يشكل أولوية في حياتي و لا أستصيغ حياة خالية من الكتب، أشتري الكتب باستمرار، أحيانا بمعدل كتاب في اليوم عندما تأتيني حالة نفسية معينة تتردد علي من وقت لآخر، أما عندما أدخل المكتبة فإني أشعر كأني فقدت اتصالي بالعالم الخارجي. أقرأ كل يوم و بمختلف اللغات، لكن أكثر الكتب التي أطالعها هي باللغة الإنجليزية بحكم ارتباطي بهذه اللغة و أيضا لأن أحدث كتب التنمية الذاتية ستجدها دائما بالإنجليزية. 
  
بالنسبة للهوايات أحب الشطرنج بشكل غير عادي، ألعبه باستمرار و في بعض المرات قد ألعبه لما يقارب 16 ساعة في اليوم، كما ألعب سودوكو من حين لآخر. هذا ما استطعت أن أقوله باختصار و لو أنه ليس مختصرا إلا أني حاولت جاهدا أن أركز على الأمور التي قد تبدو مهمة...

2- قمت مؤخرا بإنشاء موقع خاص بالتنمية الذاتية، حدثنا قليلا عن هذه التجربة؟

بالنسبة لموقع إيجابي (ejaaby.com) فهو موقع تم إنشاؤه حديثا، و جاءت فكرته انطلاقا من صفحة كنت قد أنشأتها على الفيسبوك سميتها (أفكار حرة) كان هدفها إعطاء جرعة من التحفيز و الأمل للشباب لكن رأيت فيما بعد أن أي شخص تقوم بتحفيزه و لكنه يفتقر لمهارات جيدة سوف لن ينجح في مشواره ثم سيلقي اللوم كله عليك حينما يفشل بعد ذلك، لذلك فكرت في إنشاء موقع إيجابي كوسيلة لمساعدة الشباب على تنمية و تطوير المهارات، بالإضافة للعديد من الشباب الذين أجلس معهم و أقدم لهم جلسات استماع و تشخيص لحالاتهم ثم إعطاؤهم الوصفة المناسبة التي تتناسب مع شخصيتهم و ظروفهم و تكوينهم، و العمل معهم على إنجاز برنامج شخصي للتنمية و التطوير الذاتي في بعض الأحيان، و بخصوص هذه المقابلات فهي تكون مباشرة و ليس عن بعد، و في بعض الأحيان قد تتطلب عدة شهور مع الشخص الواحد لكن في الأخير يحصل على نتيجة ملموسة و 
يلاحظ الفرق بين حالته كما كانت في الأول و كيف أصبحت عليه. 

http://www.ejaaby.com/




الموقع حاليا كما ذكرت هولكتابة تدوينات تهتم بتنمية و تطوير الذات، و كذلك ذكر قصص إيجابية لأشخاص من الواقع استطاعوا أن يتغلبوا على اليأس و الإحباط و ينجحوا في حياتهم، و لدينا رؤية أيضا و رغبة في إنشاء مكتب تدريب و استشارات، لم لا فكل شيء ممكن...

3- ماهي القيمة المضافة لموقعكم مقارنة مع المواقع المشابهة؟

القيمة المضافة لموقعنا ستراها جلية من خلال رسالتنا المكتوبة في الموقع (هدفنا تنمية و تطوير مهاراتك لتصير أنت الأفضل)، فهذه هي رسالتنا التي نعمل انطلاقا منها، أي أن الأشخاص الذين يتصلون بنا من أجل حل مشاكلهم و تطوير ذواتهم يجب علينا أن نعمل كل ما في استطاعتنا لكي يصبحوا الأفضل و ليس مجرد أن يتغيروا، و يتم ذلك عن طريق تدريب قد يدوم كما ذكرت لك لعدة شهور على حسب حالة كل شخص و ما تتطلبه، و ما إذا كانت لديه رغبة حقيقية في التغيير أو ينتظر التغيير من الخارج دون بذل أي مجهود، لأن التغيير الحقيقي هو ذلك الذي يصنعه الإنسان من الداخل و ليس من الخارج، ساعطيك مثالا ببيت مخرب من الداخل و عوض أنت تعيد إصلاحه و ترميمه تقوم بصباغة الجدران الخارجية و تزيين الباب، إن هذا لا يغير شيئا من حالة البيت الحقيقية لذا فالتغيير كما أشرت يتطلب رغبة حقيقية للتغيير، كما يتطلب من دون شك مرافقا لرصد عميلة السير و التوجه نحو الهدف هل هي بالشكل الصحيح أم لا. أعيد ما ذكرته لك في أول الإجابة و هو أن ما يميزنا عن المواقع المشابهة هو رسالتنا (هدفنا تنمية و تطوير مهاراتك لتصير أنت الأفضل) إضافة إلى المراحل الثلاثة المهمة التي تعبر عن استراتيجية الموقع في التعامل مع زبنائه الذين يرغبون في التغيير و التطوير الذاتي بالشكل الصحيح و هي: (تنمية، تدريب، تطوير). و في الأخير أود الإشارة إلى أن الموقع تم إنشاؤه حديثا و نعمل حاليا على إعداد مجموعة من البرامج و المفاجآة التي ستحدث ثورة نوعية في عالم التنمية و التطوير الذاتي في المغرب و تقدم للشباب و الصغار و حتى الكبار ما يحتاجونه فعلا لكي ينتقلوا إلى عالم المتفوقين و المتميزين.
و قبل أن أنسى أردت فقط الإشارة إلى أنه تمت دعوتي للمشاركة في مؤتمر سيجمع مختلف الفاعلين في مجال التنمية الذاتية و سيقام في الدار البيضاء، حيث أن هذه ستكون خطوة للتعريف بالموقع و المساهمة في إثراء هذا المجال الحديث في المغرب.

4- من وجهة نظرك لماذا أمة إقرأ لا تقرأ؟

بخصوص هذا السؤال لن أتسرع في الإجابة لأنه يتطلب بالفعل رؤية متأنية من فوق و تحليلا لهذه الظاهرة السيئة، لكن دعني أقول أن من بين أهم الأسباب التي تصد الشباب عن القراءة بالخصوص هي وسائل التكنولوجيا الحديثة، أقصد إساءة استعمالها، كأن يظل الإنسان طوال اليوم أمام الحاسوب إلى أن يصبح مدمنا و يجد نفسه في دوامة لا يستطيع الخروج منها إلا بقدرة قادر. فمثلا كنت أجريت حسابا بسيطا وجدت من خلاله أن الإنسان لو جلس أمام الحاسوب ساعتين فقط كمتوسط فإنه عند بلوغه 60 سنة سيكون قد قضى ما يقارب 3 سنوات و نصف من حياته أمام الحاسوب، و هذه الثلاث سنوات و نصف بإمكانه إن أحسن استثمارها أن يحقق ما يلي:


1- قراءة أزيد من 50 كتابا (ما يكفي للحصول على شهادة دكتوراة)
2- الحصول على شهادة إجازة جامعية
3- حفظ القرآن الكريم كاملا
4- حفظ 1095 كلمة من لغة أجنبية
5- الحصول على الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه

و كثيرا من الأحيان أتكلم مع بعض الأصدقاء و أسألهم لماذا لا يقرؤون فيتعللون بعدم توفر الوقت بحكم العمل، و عندما أسألهم متى يستيقظون يقولون لي أنهم يستيقظون في الصباح لحظات قبل الذهاب للعمل، و هنا يتبين أن المسألة ليست مسألة وقت و لكن مسألة إرادة و رغبة، من يريد أن يقرأ و ليس لديه وقت فإنه يستيقظ باكرا و يقرأ ساعة أو ساعتين، و قبل النوم يقرأ أيضا ساعة أو ساعتين، إضافة إلى قضاء معظم الوقت في الإهتمام بالأولويات و ليس في الأمور الهامشية و الثانوية. هل تدري أنك إذا كنت تنام 8 ساعات فقط في اليوم كمتوسط فإنك ستقضي ثلث عمرك في النوم، أي إذا بلغت 60 سنة فستكون قد قضيت منها 20 سنة نوما، فأخبرني إذن ما هدف شخص في هذه الحياة جاء ليقضي 20 سنة في النوم؟؟ إن الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات العالمية يستيقظون على الساعة الرابعة صباحا، و لا يذهبون مباشرة للعمل و إنما يذهبون للعب الرياضة أولا. إذن أعتقد أن المسألة ليست مسألة وقت إن تعلل أحد أن لا وقت لديه و إنما هي مسألة غياب الرغبة، بالإضافة إلى أنه ليست هناك شخصيات قدوة تعمل على الترويج للقراءة كما يقع في أمريكا مثلا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire